مشاهد ساذجة وغريبة تفرضها علينا الآلة الإعلامية الإخوانية طوال الأيام السابقة.. وهى مشاهد تذكرنى بلعبة البازل للمرحلة العمرية 4 سنوات والتى تعتمد على وضع قطع متفرقة من الصور بجانب بعضها للوصول إلى مشهد لا تتجاوز منطقيته حدود بصر وذهن طفل ذى مستوى ذكاء متوسط.
مشاهد لصبية يرشقون قوات الشرطة بالطوب بالقرب من فندق سميراميس والجنود يهربون من أمامهم، وتظل مشاهد الكر والفر لمدة ثلاثة أيام.
مشاهد لأشخاص يقفزون على سور القصر الرئاسى ويلقون زجاجات حارقة لتشتعل بضعة أشجار داخل القصر، وتتم بعدها معارك إقبال وإدبار بين أشخاص مجهولين، والشرطة فى مشهد أشبه بلعبة العسكر والحرامية أبطالها أطفال متخلفون.
أخبار تتداولها الآلة الإعلامية الإخوانية عن تحرشات داخل المظاهرات، وكأن المتحرش صاحب مزاج ثورى فلا تنتفض غريزته الحيوانية إلا فى المظاهرات أو كأن المظاهرات حفل استربتيز جماعى.
رئيس قطاع الأخبار بقناة 25 يناير يصرح بأن كاميرا القناة الإخوانية سرقت، وتم الاعتداء على المصور، وبعد ذلك بساعات أعادها السارقون نتيجة مفاوضة مع القناة مقابل 3000 جنيه، والمفاوضون من المتظاهرين المعارضين للجماعة فى ميدان التحرير!!
وفى نفس اللحظة يقف عشرات من الأشخاص لم يصل عددهم لرقم مائة أمام قصر الاتحادية، يسبون الشرطة بألفاظ نابية ويرتدون ملابس ترمز للبلطجة فى أفلام الأربعينيات مثل الفانلات المخططة، ويرشقون الأمن بالطوب فى مشهد يستغرق أكثر من ساعتين وكاميرا الجزيرة ترصدهم وتنقل ألفاظهم النابية بوضوح على مدار ثلاث ساعات من زاوية واحدة لا تغيرها الكاميرا ولا يغيرها أصحاب الفانلات المخططة، والأمن يطلق بضع طلقات صوتية لإضفاء إثارة على المشهد.
تبدأ كل هذه المعارك دائماً مع بداية أول يوم تدعو فيه قوى المعارضة لمسيرة أو مظاهرة احتجاجية، ويتم خلط المشاهد الساذجة مع المناسبة لنصل إلى النتيجة المستهدفة وهى مسؤولية المعارضة عن الفشل والانهيار الذى تعيشه البلاد.
الجماعة تريد تشويه صورة المعارضة وإلقاء الاتهامات على قادتها، تماما كالذى يختلف مع شخص فيضع فى جيبه قطعة حشيش، أو يخطف ابن جاره ويلصق التهمة به، وهو أسلوب خبيث رخيص يطلق عليه البعض أسلوب الكمسارية، نسبة للكمسارى الذى يتعارك مع راكب فيعطل الأتوبيس حتى ينصره بقية الركاب على الراكب المتعارك معه.. هكذا يفعل الإخوان.. يعطلون مصالح البلد ويخربونها بهدف تأليب الرأى العام على المعارضة التى تكشف عجزهم وعدم قدرتهم على الحكم وتكشف تبعيتهم لجماعة وضعت مصالحها أمام مصلحة الوطن.
ويبدو أن أساليب وأهداف كل اصحاب الاتجاهات العنصرية المتطرفة تتشابه إلى حد التطابق، ففى صيف 1954 وبعد عامين من ثورة يوليو كشفت المخابرات المصرية عن عملية إسرائيلية فى مصر أطلق عليها «فضيحة لافون» نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك بنحاس لافون الذى أشرف بنفسه على التخطيط للعملية، وكانت تستهدف تخريب أهداف أمريكية وبريطانية فى مصر بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار لحكومة الثورة فى الفترة التى كانت فيها البلاد تشهد إجراءات واتفاقيات لجلاء القوات البريطانية عن مصر.
ربما الهدف به اختلاف شكلى ولكن الأسلوب متشابه جداً.. ولا عجب فهو دائما أسلوب الجماعات الضيقة التى لا تعرف معنى الوطن، ولا ترى أبعد من مصلحة جماعتها العنصرية الفاشية، ولهذا أقول لكم لن تدخل حيلكم على المصريين، فنحن أبناء وطن وأنتم أبناء جماعة وعلى رأى الريس مرسى.
«don`t mix الجاز & Alcohol»